لا تَنْظُر في عَين اللُؤلؤ!
يُحكي في الأساطير القديمة..أنّ اللؤلؤ لمْ يكن بَريئاً كما تتخيلُه أنت الآن..و أنَّك إذا أمسكت بلؤلؤةٍ أصْلية-ليست مُقلَّدة- و نظرت إليها بزاويةٍ مُعيَّنة، ستري ما كنتَ تريدُهُ أنْ يكون و لم يكنْ .. فإذا سَلَكْت طريقاً و كنتَ تشتهي الآخر، و نظرتْ في عين اللؤلؤة..فإنك ستري ذلك الطريق الذي طالما أردته.
و بعكس"إذا علمتُم الغيب لاخترتُم الواقع"..اللؤلؤ شيطانٌ صغير..إذا ما إكتشفت سرُّهُ فإنه يتلاعب بك..فيُوحى لك أنه ليس هناك خيراً مما لم تفعله و مالم تختاره.
يَحكي السلف-ليس صالحاً بالضرورة- عن ناسكٍ مُتعبِّد..انكشفتْ له أسرار الدُنيا، و مع ذلك.. طابتْ له الآخرة..كان يمشي علي شاطئ بحر..فوجد لؤلؤةً في محارتها..التقطها، و نظر إلي عينها بثقةِ العالِم و رجاءِ الخاشِعْ، أنه مغفور الذنب ،مقبول التوب..فوجد خلوتَهُ خاليةً منه، و الشاطئ بلا خُطاه، و الزمان والمكان بلاه..أي أنه يشتهي لو لم يولد قَطْ!
لايذكر السلف شيئاً عن حالِ الناسك بعدها - لن يُدهشني لو أنه انتحرْ - و لك أن تتخيل أنت حالك يا صديقي..ماذا لو نظرت إلي لؤلؤةٍ في واجهة محل تجاري،فأخذَتَكْ إلي البنت التي تركتها منذ عامين مُفضلاً أُخري؟..ماذا لو نظرت إلي عينها-اللؤلؤة- و أنت تُقبل فتاتك الحالية في رقبتها، فارتحلتْ بك إلي فُرصة الهجرة التي كانت أمامك ورفضتها مفضلاً بلدك؟؟
خبرّني إذا نظرت..فوجدت أن تلك المكالمة التي أجريتها زادتك رَهَقاً على رَهَقْ،و أن التي لم تُجرِها كانت الخَلاصْ؟
و لو نظرت..فرأيت نفسك تمشي البَارِحَة في طلعت حرب بدلاً من قصر النيل؟..أو تشتري قميصاً أزرق بدلاً من الأحمر؟..الحوادث الصغيرة تصنعُ التاريخ كما تعلم..
وأخيراً..ماذا لو نظرتْ في عين اللؤلؤ..فوجدت وجهاً ليس وجهك، و اسماً ليس لك، وعملاً لا يخصك وجماعةً لا تعرفها؟؟معناه يا صديقي أنك تشتهي لو كنت "الآخر"!
ولذلك إذا اهديتَني اللؤلؤ مُطعماً بالفضة-قولٌ صحيح،فالفضة أكثر أمنا ً- لاتنظر إليه من تلك الزاوية ذات اللَمْعة البنفسجيّة، والتي يُهيّأ لك أنّها تصنع دوائر مُتعرِّجَة لا تنتهي..ثم تبدأ نُقطةُ السَّوادِ في المنتصف في الإتساع..أُحّذِرُكْ!..لاشئ بعد تلك النقطة، سيعودُ إلي حالِهْ!
Comments
احنا..صالحين؟!! لا مؤاخذتك معاك ياخويا!
:)
يخيل لي أحيانا ان كل من اعرفهم - بلا اي استثناء - نظروا ذات يوم في قلب لؤلؤة أصلية .. غرتهم حيوات و داعبتهم احلام و اختلطت عليهم الأوراق و الأدوار .. و جبنا في مواجهة الضغوط أو هربا من الجنون أو الانتحار - كما أعتقد أيضا أنه ما حدث للكائن - تعلم كل منهم بشكل ما مهارة التأقلم و التكيف علي اداء دوره القديم المرسوم .. و بالغ في افتعاله و تمثيله متظاهرا باتقان الدور .. و عرف كيف يغمض عينيه امام مرآي اللآلئ
أحيانا أخري يبدو لي الجميع في قمة الايمان بأنفسهم و ظروفهم .. وانا حقيقة لا أدري ما اذا كانوا كذلك حقا .. أم أنهم أتقنوا التمثيل حتي انطلت أقنعتهم المحكمة علي غر مثلي !! ... ما يمكنني تأكيده حقا : هو أني لن يمكنني التأكد منهم .. أو من حقيقتي انا في لؤلؤة أصلية ..
انها سخرية القدر .. أليس كذلك ؟؟
:)
تحياتي لبوست مميز صديقتي
الظاهر انا شفت لؤلؤ كثييييييييير
:D
lol
والله انا معجب بالاسلوب والفكرة
تحياتي
همم..اقنعتني أن البوست مُغري بالتأمل ،فقط باستسلامك لتفاصيل الفكرتين المتضادتين،و إمعانك في تحليل دوافع كل فريقٍ منهم.
لا يوجد لديّ ما أضيفه..سوى أنك لا تحتاج للؤلؤة أصلية لتكتشف حقيقة اختياراتك كل مرة،هي مجرد وسيلة سهلة للهروب من عبء التفكير،في النهاية أنت تحتاج للإتساق مع نفسك و ما تختاره.
تحياتي لتعليق مميز يا صديقي
:)
محمد:
أنت تسير في الاتجاه الصحيح إذن!
:)
هيثم:
و عليكم السلام
نوّرت البلوج
:)