*بما إنُّو العيشة صَعبة و مشْ هَيْنة..
..
همم..من أين تبدأ البداية الحقيقية للقصة؟ سؤال واجهته عدة مرات و أنا أحاول أن أبدأ هذه المرة بالبداية الحقيقية كأي راوي يعرف ما يفعله ،أبحث عنه لأنجو من سؤال أي قارئ أريب يوقعني في فخ البحث عن البدايات الحقيقية ،"الحقيقية" ليست كلمة دقيقة بالفعل..عندما تصف شيئاً بأنه كذلك ؛فأنت تدعي أنك تملك الحقيقة كاملة عنه..و هو مرض عصري لا يمكن تجاهل انتشاره بصورة وبائية..مضى ذلك الزمن الطيب الذي كان الناس فيه يقبلون بامتلاك نصف الحقيقة أو جزء منها.
همم..من أين تبدأ البداية الحقيقية للقصة؟ سؤال واجهته عدة مرات و أنا أحاول أن أبدأ هذه المرة بالبداية الحقيقية كأي راوي يعرف ما يفعله ،أبحث عنه لأنجو من سؤال أي قارئ أريب يوقعني في فخ البحث عن البدايات الحقيقية ،"الحقيقية" ليست كلمة دقيقة بالفعل..عندما تصف شيئاً بأنه كذلك ؛فأنت تدعي أنك تملك الحقيقة كاملة عنه..و هو مرض عصري لا يمكن تجاهل انتشاره بصورة وبائية..مضى ذلك الزمن الطيب الذي كان الناس فيه يقبلون بامتلاك نصف الحقيقة أو جزء منها.
همم؟؟ بعد قليل أجد أنه لا مفر من الهروب من كتابة قصة ذات بداية "حقيقية" الآن..بل لا أريد أن أكتب قصة من الأصل..يكفي القصص التي أقرأها و تلك التي أعيشها بالفعل..لا يمكن أن أضيف إليها جديداً الآن..خصوصاً في هذه الحالة المزاجية التي تجبرك علي الحكى ..
لم يعد الأمر يتعلق بالأحلام الغريبة فقط..و لا بالرغبة في الحياة التي تتلاشى تدريجياً ..و لا بالهروب من المأزق الحادث بأحلام ورديّة و طُرُق مُلتوية للاستمتاع..الأمر يتعلق بالوجود..بالغاية من وجودك إذا لم تفعلْ ما تريده أو إذا لم تنجزْ مشاريعك أو تنتصرْ لأفكارك..فجأة تتلاشي كل التفاصيل التي تحلم بامتلاكها بين يديك يوماً ما..ليحل محلها تساؤل واقعي و مؤلم:"هل ستحصل علي أي شيء حقاً؟"..بعض الحالمين ذوي محاولات الالتصاق بالواقع أمثالي يؤمنون أن بإمكانهم الحصول علي أي شيء و لكن ليس بقدر أحلامك..و هنا مربط الفرس ..ما الحد الذي تغدو المتعة عنده كافية؟ أو متى تعرف أنه الاكتمال الحقيقي؟ متى تلتصق بالواقع و تختار مفرداته بعناية ،و متى تهرب منه إلي خانة الاختيارات الحالمة؟..في فيلم "رسائل البحر" كان هناك حديث لطيف بين" يحيى" و" كارلا" تخبره فيه أنه :"كان فيه دايماً حاجة ناقصة،مبتخلّيش الحب يكمل"..أحب أن أذكِّر "يحيى" بين الحين و الآخر أنه ربما كان الشيء الناقص هو اختفائه لعشر سنين."يحيى" يعرف أن عالمه لا يُرحّب به كما يجب.. و لكنه اختار الوجود..حتى حدثت"نورا"..بكل ما فيها من تناقضات و أفكار غريبة و أفعال غير اعتيادية أحياناً..و اختار أن يكون معها.."يحيى" اختار بمنتهى الواقعية أن يواجه الحياة..و لكنه بكل رقة الرومانسيين من زمن آخر أختار أن يواجهها مع "نورا" أيضاً..
شخصيتي تقترب من هذا الرجل بشكل ما..و تقترب من شخصيتها أيضاً..فقط مقادير الواقعية\الرومانسية تختلف،عموماً و من حين إلى آخر..منتهى الحلم أن أشاهد فيلماً اليوم لا يمت بصِلَة لأي شيء يتعلق بي..و لكني أبحث في جيوب أبطاله عن الحل،و لا أريد أن أذهب قبل أن أعرف كيف يُفجّر هذا الباب؟ و منتهى الواقعية أن أمسك بالآلة الحاسبة و أحسب بالدولار و ما يعادله من الجنيه المصري كم الخسائر المحتمل في وقت محدد و بأسلوب حياة معيّن،إلي جانب تحويل اعتبارات أخري إلي قِيَمْ توُضع في خانات سالبة أو موجبة.
منتهى الوجود أن يمتلأ رأسي المسكين بكل هذه الحسابات و الأرقام و القيم المتناقضة،و أن يمتلئ في نفس الوقت بتفاصيل يومية مشرقة و مبهجة و سيئة و أخري تدعو للبكاء الحارق أعرف أني أريدها جداً..و منتهى العدم أنها ببساطة..لا تحدث..و ربما لن تحدث أبداً
ليست الحياة شراً كلها بالطبع..و لكن الحياة تستطيع أن تكون شريرة متى أرادت بأن تصدّر لك إحساساً خبيثاً بأن "فيه حاجة ناقصة" مهما كان كل شيء يبدو رائعاً و مكتملاً،يبدو أن "الحب أصعب *" فعلاً،لن أنتظر من يخبرني بما أريد أن أضيفه" الحياة أصعب عموماً"
الآن..أحاول أن أتفق مع إيقاع الوقت بتَرْك نفسي له..كُلّي يأبى..و لكن بعض محاولات الترويض لن تضر أحداً..أعرف أن الاختيار القادم صعب..و أن لا شيء سيعود كما كان بعده..أعرف أيضاً أن هناك رجل يمكن أن تقول عليه "نحيل ككذبة..و آخر طويل كعمر مديد*"..أعرف أن هناك آخر في مكان ما من العالم يقف في نفس مربعي و أننا ننتظر الصدفة الغريبة التي ستجمعنا،أعرف بعض الأشياء عن بعض الأشياء..و هناك أشياء كثيرة لا أعرفها يقيناً،كما أعرف تماماً أن "نُص الألف..بيضلُّه خمسميّة*"..
______________________________
Paint by:Joseph Lorusso
*زياد رحباني
*كاميليا جبران
*سلمان رشدي
*زياد رحباني
*زياد رحباني
*كاميليا جبران
*سلمان رشدي
*زياد رحباني
Comments
و عاجبني الكلام ده جداً
و حسا في بهدوء غريب و سلام نفسي رغم كل الصراعات اللي جواه
مش عارفة ازاي
بس حسا ان في مزيج غريب بين الحالتين
و لم تكن هناك أبدا حقيقة مطلقة
ربما عدم الإكتمال هو ما يعطينى الفرصة تلو الأخرى أن نبحث و نسعى و نشقى و نحزن و نتفاءل و نثقب جدار الزمن و نحطمه و نعيد بناؤه مرة أخرى..نحن لم نبحث على إكتمال أنفسنا ، إنما نبحث على إكتمال الصورة التى نرسمها لنا
وئام ..نصك مشرق و مبدع
ربما ننحن بذواتنا القصة التى لم تروى بعد
مش عارفة أنا جوايا كان عامل إزاي بالضبط و انا باكتب الكلام ده..بس كنت مصرة تماماً إني آخد قرار فيه كل الإعتبارات..علشان كده التناقضات -يمكن- كانت ظاهرة..و مع ذلك منسجمة!
أي خدمة
:)
Islaaaaaaaaaaaaaaam:
أيها المختفي!!
أوحشتني كثيراً!
و ماذا عندما نكتمل؟ هل تتوقف الفرص؟ لا أعتقد..تظل تبحث عن درجات أعلى و أبعد من الإكتمال..أنت ترسم صورة لذاتك التي تكتمل بحضورٍ آخر..و تظل تنبش عن محاولات أبعد.
تسلم عيونك إسلام..نحن القصة التي سيرويها آخرين يا عزيزي
:)