دم!

وجهي ينزف دماً!

أري تساقط الدماء علي لوح الزجاج المقابل لعيني..ينحدر السائل الأحمر المكون من بعض المكونات التي نحتاج لقدر ما من التعلّم لنعرفها..ينحدر من أول موقع الصدمة..خطوط لزجة ذات خواص فيزيائية سخيفة يجعلها تنساب من نقطة الصدام..ببطء ببطء..ببطء شديييييد..حتي منتصف المسافة بينها وبين الأرض التي أقف عليها..

ببطء أكثر..ينساب الدم حتي منتصف المسافة..ثم ببطء أكثر جداً..يقلل من انسيابه..مدفوعاً بان الكمية تقل كل لحظة..لأنه -كخيط دماء معروف الخواص -ترك أثراً في كل مكان انساب فيه..ظل يترك أثاراً من أول منطقة الصدمة..حتي وصل لمنتصف المسافة..بين موقع الصدمة و الأرض..

من وجهة نظر..قد تعتبر الدم غبياً لأنه ترك قطعة منه في كل مكان خَطا فيه..و من وجهة أخرى..قد تعتبره مدفوعاً بطبيعته و خواصه و لا حيلة له..

أنا اعتبره شجاعاً..لأن الدم - أي دم - مهما بلغت كثافته..و مهما أغمق لونه..يعرف أن لكل جلطة يتركها في موقع ما..معنى..و أنها محطة..كان يجب أن يمر بها حتي يصل لأبعد من منتصف المسافة..أو ربما لمنتصف المسافة بالضبط..رُفِعت الأقلام و جفَّت الصُحُف..

تتلاعب الأفكار برأسي..فأتلاعب بخيط الدماء علي لوح الزجاج أمامي بأصابعي..أفكر..ماذا لو نزفت أكثر؟

أفكر..ماذا لو نزفت أقل؟

أفكر..ماذا لو لم اصطدم من الأصل؟

أفكر..ماذا لو اصطدمت بلوح خشب؟

أفكر..و أتلاعب بالتفاصيل..و يلعب أصبعي في أساس خيط الدماء علي لوح الزجاج..و تلعب رأسي بالصدمة..و أشعر بدوار مفاجئ..و أفهم لماذا بعد صدمة كهذه..

يجب أن أسقط..

Comments