المتنبّي

Paint by: Makhlouf


أمشي علي الماء كما أمشي علي الأرض كما أمشي علي السحاب..أتعثّر حين أمشي علي لُغتِه..و أتعثّر حين أمشي علي جسدِه.. و حين أهم بالإعتدال، يسألني باسماً : تُغوين يوسف يا امرأة العزيز؟
ابتسم:أنا لا أغوي أحداً..يقول: أنت لا تعرفين الغواية..أنظر إليه ملياً ..أعدّل ياقة قميصه ..و أعاود المشي

أصدم به مرة أخرى و أنا أنتقل لسحابة أكبر..ينظر إليّ محاولاً استيعابي ..يسألني : أنلتقي؟ ابتسم..لا أعرف إن كنا سنلتقي أم لا..لكنني أخبره أني أحب جملة بعينها يقولها لي دائماً ..و أعاود المشي

أجده يلمسني فجأة من ظهري..أستدير لأجده ينظر إليّ كقارئ الأفكار..يحاول ألا يغرق في كل العلامات التي تصدر مني في جميع الإتجاهات..تصدمه علامة تخبره أنه بلا مكان ..يرجع خطوةً إلي الوراء...و أعاود المشي

ينساني..يغرق في الساعات و الأماكن و الأصدقاء و الأحبّة.. ليجدني فجأة أحتضنهُ من ظهرهِ بحنوٍّ و أطبع قبلةً علي رقبته ، أهمس:هل لي ببعضٍ من وقتك؟ .. و أعاود المشي

يسألني كثيراً ..و أسأله كثيراً .. لا نعرف الإجابات الصحيحة..ربما لا توجد إجابات صحيحة..و ربما لا توجد إجابات علي الإطلاق..و لكننا نحترف صناعة الأسئلة..

هي الغواية يا يوسف..لعبتنا المشتركة الصغيرة..تهمُّ و أهمُّ مرةً و اثنتين و ثلاثاً...تُفكّر بي كثيراً..نتأرجح علي شَفير الهاوية و نعود..تحاول أن تتذكّر لمَساتي..تعود إلي ذهنك اللحظة التي امتزجت فيها أنفاسنا حد القُبل..فتُحاول أن تتخيل مذاق القبلة نفسْها..تحاول ترميم بعض التفاصيل في ذاكرتك..تعيد حساباتك مرة و مرة أخرى..تنتظر قليلاً ثم تنسى ثم تتذكر..تحاول استحضار آخر مرة نظرت فيها إلي عينيّ تستنطقها إعجاباً خفياً ..أيها الصدّيق.. فاتك أن تكون نبياً

Comments