دائماً ..أنتَ في المُنتصَف! *

تسألني..و أجيبُك ..و لا تسألني ..و أحكي لك .. و تَهْجرني حرفياً ..و أعجْز أمامك

أملّس علي مقام وليّتي و ناصرتي و أقيدُ لها شمعاً  ..تسألني عنك..تريدني قوية كما عهدتني دائماً .. تريدني أن أدخل المعركة و أسألها المَدَدْ ،أهمسُ بجَبْر النواقص و سَنِدِ العواجز،لكنّها تشير بغضبٍ إلي روحِ ناقصة و قلبِ عاجز ..فأسألها لك قوةً في الحق لا تنضب،
و متحاشيةً عينيها أذهب ..

أجلس في حضن سلطان العاشقين.. يمد يده ليملّس علي قلبي ، مُهدهداً خَوْفي..يعرفك هو..في وقت المحنة دعوتُ لك علي بابه حتي أبكَى دواخلي..لكنه يشير إلي مَسْعى قد يخيب ..و إلي روحٍ قدْ تَتْلف .. أسأله لك فيضاً من سلام الروح لا يذوي،
و متحاشيةً عينيه أذهب ..

أعودُ للنّيل .. أعودِ لنهرِ لم يتعب بعدُ من المشاوير.. يعرفني و أعرفه .. تدمعُ عيناي و أنا وحدي ..يلتقطُ الدمع بيديه و يغرقه في عِبِّه .. يهمس باسمك..يتلّطفُ بأنه يريد أن يرانا ثانية .. فأجيب بهزة رأس ..و أسأله أن يهديك مني ابتسامة لا تحزن بعدها أبداً ،
و متحاشيةً عينيه أذهب ..

ماذا؟! متي حدث كل هذا؟ ! متي؟!
تُحاصرني ! تُحاصرني !
 تُحاصر روحي حتي أكاد أزهِقها! تُحاصر قلبي حتي أكاد أعصرُه بيديّ..تُحاصر عقلي حتي أكاد أصدم رأسي بأقرب حائط!

يا صوتُك المدد الذي لا يأتي و أنتظره!
يا لمستك المدد الذي لا يعود و أنتظره!
يا ضمّتك المدد الذي لا يؤوب و أنتظره!

و أنت تأتي في وقت بين بين،لا يَلْحقُهُ القلب و لا تُمْسِك به الرُّوح..فكأنك لم تأتِ أبداً،و كأنه نقصٌ لا يكْتَملْ.

و أنا أعيشُ بالنقص يا حُب..لا ألومك و ربّما ألوم نفسي.. لا أعرف كيف حدث ما حدث ..و لا أملك تفسيراً منطقياً .. أستيقظ مؤخراً في الخامسة فجراً مثلاً أو في السابعة صباحاً ..لأجد رُوحي عندك..أعرف أنها عندك لأن لَك في روحي مالا تُخطئِه .. أسبُّك بلساني و أضمّك بقلبي ، أعاود النّوم ..و لدهشتي أنام كأنّي لم أستيقظ أبداً ..

و أنت تأتي في وقتِ بين بين،لا يُدْرِكُه العقل و لا يَرْتوِي منه الجسد..فكأنك لم تأتِ أبداً ،و كأنّه نقصٌ لا يكْتَمِل.

و أنا أعيشُ بالنقص يا حُب .. لا أناديك و لكنّي أنتظرك ..لا أعرف متي حدث ما حدث ..ولا أملك تفسيراً منطقياً .. أتمنّي مؤخراً لمسة من يدك علي شَعْري حتي أنكمش في وضع الجنين ، ثم أسبُّك بلساني و أضمّك بقلبي .. أعرف أن لمستك علِّتي ..و لدهشتي أريدُك كأنك لم تقطع وِصالي أبداً ..

في كل مرة ..بدأت نصاً ب " سألتني وها أنا أجيبك " أو " لم تسألني هذه المرة ،و لكنّي سأحكي لك " كنت أكتب عنك،أو لك ،علي الترتيب..

دائماً أنتَ في المُنْتصف ..

___________________________________

*أمل دنقل بتصرُّف

Comments

شادى زلط said…
نصف الانعتاق اعتراف، فما اروع ما "يا ليتك ما" اعترفتى به
We2am said…
@شادي زلط

يسلم حسّك و وجودك في صفّي يا شادي
تعليقاتك تجعلني عاجزة عن الرد
:)
Unknown said…
أعيشُ بالنقص يا حُب

:(
We2am said…
@mohammed elkhateeb
يبدو إكتماله أجمل ما يستحق الإنتظار
:)