عطرٌ مُفاجِئ!
الساعة حوالي الثالثة أو الرابعة صباحاً، أتقلّي في فراشي، معاناةً من مرضِ النومِ المُتقطِّع،تداهمني رائحة عطريّة قويّة،فابتسم و أنا أتخيّلني أقول لأحدهم صباحاً "إني أشمُّ ريحَ الجنة" !، اضحك بصوتٍ مكتوم و أنام.
في اليوم التالي،تداهمني نفس الرائحة ، لكن في تمام الثانية صباحاً،لم أكن نمتُ بعد،تعجبني.. أتخيلها لرجلٍ ذوّاقة، للحظة أشعر أنها ليست كذلك،أحارُ في تصنيفها كثيراً حتى تذهب..أنساها و أنام
الليلة التي تليها،انتظر العطرَ أن يأتي،لأعرفَ مصدره،كالعادة لم تظهر رائحته المُمَيّزَة حتى السابعة صباحاً،حيثُ بدأت روائح جامعي القمامة تطغى على المكان،فنمتُ مستسلمة لشعورٍ بالخيْبَة،ظلّ معي أسبوعاً انتظرُ فيه العطر يومياً،و لا وجود له كأني كنتُ أحلم.
بالأمس فقط بينما أتحايل على النوم بعد قراءةِ كتابْ و نصف الآخر،و التنقُّل بين أغلبِ محطات الراديو،جاء فجأة..انتشر العطر برائحته الجميلة المميزة في أنحاء الغرفة ،حتى أكاد أرى دقائقه تطير بأجنحتها حولي،فَزَعْتُ إلي النافذة أحدِّقُ في الشارع ،اقًلِّبُهُ حجراً حجراً..لم أجد أحداً.
انتقلتُ ببصري إلي البلكونات و الشبابيك ،المجاورة و المناظرة،لم أجد شيئاً ولا حتى غسيل منشور يعبَقُ برائحةِ مسحوقِه،انقلبتُ إلى المنزل أفتِّشُه.. نائِمين لا يحملون أثراً لأي عطورٍ من أي نوْع.
عاودتُ الجلوس على الفراش لأُفَكِّر بهدوءٍ مُفْتَعَلْ..العطرُ يملأُ أنفي بقوة ،و يُدَغْدِغْ حواسّي بشراسة،و الأخطر.. يُسَيْطِر بنعومة و خِفًّة رِيشَة.
اكتبُ الآن و أنا أشِمَهُ و أحِسُّه و استَنْشِقُه مِلْئ الرُّوح و الحواس،لا أدري له مصدراً و لا سبباً..ربما هو قَبَسٌ من "ريحِ الجنة" فعلاً..
Comments
وقد صـدق ....
إحساس حقيقي ... وحلو جــدًا ، ومفاجئ
دمتِ ...هكذا
يا بختك يا بنتى
حد طايل الهبات الحلوه دى
متساليش عن السبب
عيشى اللحظه واستمتعى
احسن تضيع منك
فتجلي علينا دائماً
:)
و أنا أيضاً
:)
إبراهيم:
أعتقد إني عارفة الحد ده،أشكركم بشدة
:))
الست فرويد:
أهلاً بيكي ف البلوج أول مرة
:)
عشت اللحظة للآخر
لدرجة التساؤل عن اللحظات القادمة،و لماذا تأخرت؟
:))
أمورة:
الكومنت ده مالوش رد،بس كان لازم يفضل ف البلوج علشان أشوفه في حالات الاكتئاب
:)
;)))