ليستْ عينيه..أجملُ ما فيه.




تركتُ قلبي جانباً و اتكأتُ برأسي علي صدرهِ، فسألني:كيف ترينني منذ سبعةِ آلاف عام؟ قلتُ: حكيماً كآني..أو تحملُ اسماً في آخرهِ يلْمعُ قرص الشمس ، قال: ماذا؟ قلتُ: فيك منها، كأنّك "رعْ"،لا أدري كيف..ولا تسألني لأني لا أحبُّ الإجابات من قبيل :"انك مَشاع،و انك تمنحُ الدفء" حتّى و لو كان لكوكبٍ آخرٍ لا ذنبَ له في الاعتمادِ عليك..سوى أنَّه وثَقَ بقُدرتِك علي إضاءته لمدة اثني عشْر ساعة ًمن اليوم.

ليستْ عينيه،أجملُ ما فيه..سئمتُ من ينظرون لصورتِهِ في المرآة، كأنّهم علي موعدِ مع الخالق، أو كأنّهم لا يتوقعون منه أكثرَ من ذلك
.
شيءٌ آخر كان يجعلني أبتسم،كلّما نظرتُ له..أحس بخجل البدايات! .. أنّي أشدُّ خجلاً من العذراء في خِدْرِها ، لمجرّد انه ضغط علي
يدي ،أو لمُسُ ذراعي و هو يتحدّث، كنت أديرُ وجهي للناحيةِ الأخرى و أنا أبتسم،غير مصدقةٍ ما اشعرُ بهْ ،ولا مستوعبةٌ لجِدَّتِه- علي كثرةِ ما اختبرتُ من مشاعر-تظلُّ لمْسَتُهُ بِكراً.

ليستْ عينيه،أجملُ ما فيه..سئمتُ من ينظرون لظلِّهِ علي الحائط، فيُدهشون و تأخذُهم السّكرَة،أو يرحلون نادمين علي ما فعلوا.

كان فيه عادةٌ جميلة، عندما ينظرُ إليك طالباً استفساراً أو إفشاء سر..يحني رأسه و يمدها للأمام قليلاً..و يرفع حاجباً متسائلاً و نصف ابتسامة لتُغريك بالحديث،و كان يُغْريني..و كنتُ أتحدًّثْ.
علي قدر هذا الليل كان معي، كان متواجداً حاضراً بنفسهِ و روحهِ و صورتهِ في المرآة ، و ظلِّهِ علي الحائط ، رائحة جسدهِ ، و ثنايا قماش
قميصه المعبّقِ برائحةِ سيجارته..كان حاضراً..و كان لابد من اكتمالٍ جميلٍ بَهيّ..و قربٍ مُروِّعٍ..ليكون سبباً للبُعْد.
صدقوني..أنا عرفتُه قليلاً..و أحسْسته إلاّ قليلا..
لم تَكُنْ عينيه..أجملُ ما فيه.




phtography by: Steve MaCcurry

Comments

Amira Hassan said…
طيب انا مش هعتبر ده علامة
:)

تعالى نتكلم على اسلوب كتابتك اللي عمّال يعلى دون إشفاق على مشاعر الآخرين من الأخوة اللي بيكتبوا أمثالي :)

تعالي طيب نتكلم عن التعبيرات اللي محتاجة بعد ما نحس بيها نفكر فيها

علي كثرةِ ما اختبرتُ من مشاعر-تظلُّ لمْسَتُهُ بِكراً

ممكن ده يحصل
و لو حصل يبقى معناه ايه؟

سيبك من اني لسه بفكر في جملة

تركتُ قلبي جانباً و اتكأتُ برأسي علي صدرهِ


عجبني أوي يا وئام
و حسيته أوي
دلوقتي بالذات :)
We2am said…
تحوّلتُ لصانعة للعلامات أيضاً
:)

بالنسبة لإسلوب الكتابة،فبتخيّل ان الفرق لم يعد كبيراً أو محسوساً كما كان في السابق،أصبحت الجمل تتشابه و إن اختلف السياق،أو تجددت الفكرة.
و لا وجه للمقارنة
:)

لو ده حصل يبقي معناه إيه؟ أن الأرواح التقت و تآلفت بقدر،ينقصه المزيد من توطيد العلاقة..و يمكن زيادة اللمسات،أو وصولها لأماكن أخري :)
تآلف الأرواح،يبقي ساعتها رهناً لصراع العقل و القلب،حتي ينتصر أحدهما في النهاية،بمجهود مشترك من الطرفين،حتي تضيع لمسته وسط لمسات الآخرين،أو تظلُّ بكراً
:)

أعتبر نفسي كتبت،و نجحت
أضيف هنا:
أنه "لا وقت في الوقت"
و "لم يعُد بنا موطئٌ للخسارة"
فلنترفق بأنفسنا،و لنختار ما يناسبنا و يشعرنا"ان علي هذه الأرض..ما يستحق الحياة"
:)
Anonymous said…
جميل يا وئلم
خطفتيني
:)
احمد مصطفى عبدالحي
We2am said…
أحمد
منوّر البلوج يا معلم،يارب دايماً
:)
و أنا باراهن علي الخطف أحياناً :D
مبسوطة أنه عجبك
:)