بَنْسيُون
دائماً هُو في الاستقبال،المكانُ و الحالة..مِلكيّةِ عائلتهِ لهذا" البَنْسيُون" القديم تُحتِّمُ عليه أن يُتابِعْ يومياً حركةُ المُتحرِّكين،
الحالةُ تفرضها عليهِ الصالةُ الواسعة،أوسع ما في "البنسيون"..غرفُهُ ضيّقةٌ جداً،و ممرّاتُهُ كأنّها دهاليز في قلعةٍ فاطميةٍ قديمةٍ،
صالةُ الاستقبال واسعةٌ للغاية..تحفُّها مقاعدٌ في تَشْكيلاتٍ مُختلفةٍ،فهناك مقاعدٌ صُفَّتْ صفاً واحداً للانتظار..و هناك مقاعدٌ في تشكيلات دائريّة لليالي السَّمر و سهراتِ الحكي،و هناك مقاعدٌ صُفَّتْ كمقاعدِ المسارح،بحيثُ تكونُ أمامها مساحةٌ لفِرقَةٍ أو راوي أو "مونولُجِسْت" من أيامِ العِزِّ المُنْطّوي،يفْصِلها عن بعضها بعضُ النباتاتِ أو ستائِرَ من الخَرَزِ الخشبيّ بلون الأثاث الأرابيسك القديم.
هناك – في الواجهة- أمام الباب،هُو..يحتلُّ موقعهُ وراءَ حاجزِ الخشب، وورائُهُ حائطُ ازْدانَ بمفاتيحِ الغُرَفْ ،لازالتْ المفاتيحُ بأغلفتها الحمراء و الصفراء القديمة،الحمراء : للغرف المُزْدَوجَة، الصفراء : للغرف الفرْديّة،أما المُفتاحين الأزرقين،فواحدٌ منهما للجناحِ المُلوكي الذي اعتاد أن يَسْتقبل فيه فنَّان "العُودْ" المعروف،و الآخر "للآتُلييه"..فهو يرسمُ أحياناً، و يؤجِّر "الآتلييه" للطلاب الذين يبحثون عن العُزْلة لإتمامِ مشاريع تخرِّجِهم ،أو للمُبْتدئين ليلدوا فنّهم الأوّل في جوّ مُهيّأ لذلك.
ظهراً..استيْقظ من نوْمِهِ ، أخَذَ حماماً و تناول إفطاراً سريعاً..توجَّه من بيتهِ في "دار السلام" إلي "البنسيون" في وَسَطِ ميدان "السيّدة زينب"،لم يلْتَفِتْ لزَحامِ الطريقِ أو النّاسْ، كأنَّهُ ذَهَبَ طائِراً..وصلَ إلي بغيّتِه،دَلَف من المدْخل و سلّم علي العاملين،و اطّلَع علي دفاتِر الحِسابات و سِجلاّتِ المُقيمين،اطمأنَّ أنّ أوراقهم سليمة،و اطمأن لسَيْر الأمور كما يجب في المَطْبخ،أراد أن يُلقي التحيّة علي عازفِ "العُود"،صعدَ إليه..فوجد بابُهُ مُغْلقاً و الأنغامُ تتصاعد بلا سياقٍ واضحِ،كطريقٍ لا يُؤدِّي إلي هدفْ..قرّر أن يرسُم قليلاً في "الآتُلييه"..عندما صعدَ إلي السّطح..تذكّر أنّ هناك طالبين ينْحتانِ تمثالاً هائلاً ل"أبو الهوْل" و لكن برُؤْية مُعاصِرة،لا مكانَ لهُ هنا..هَبَطَ إلي الطابِقِ الأرضي..اتَّخذَ مَوْقعهُ وراء الحاجزِ الخشبيّ كما يحدثُ مُنْذُ خمسةِ أعوام..
لكِنَّهُ اليومَ فكّر : "كمْ أنّ الأماكِنَ الواسِعْة..تُجْبِرُكَ علي الاستقبال".0
ظهراً..استيْقظ من نوْمِهِ ، أخَذَ حماماً و تناول إفطاراً سريعاً..توجَّه من بيتهِ في "دار السلام" إلي "البنسيون" في وَسَطِ ميدان "السيّدة زينب"،لم يلْتَفِتْ لزَحامِ الطريقِ أو النّاسْ، كأنَّهُ ذَهَبَ طائِراً..وصلَ إلي بغيّتِه،دَلَف من المدْخل و سلّم علي العاملين،و اطّلَع علي دفاتِر الحِسابات و سِجلاّتِ المُقيمين،اطمأنَّ أنّ أوراقهم سليمة،و اطمأن لسَيْر الأمور كما يجب في المَطْبخ،أراد أن يُلقي التحيّة علي عازفِ "العُود"،صعدَ إليه..فوجد بابُهُ مُغْلقاً و الأنغامُ تتصاعد بلا سياقٍ واضحِ،كطريقٍ لا يُؤدِّي إلي هدفْ..قرّر أن يرسُم قليلاً في "الآتُلييه"..عندما صعدَ إلي السّطح..تذكّر أنّ هناك طالبين ينْحتانِ تمثالاً هائلاً ل"أبو الهوْل" و لكن برُؤْية مُعاصِرة،لا مكانَ لهُ هنا..هَبَطَ إلي الطابِقِ الأرضي..اتَّخذَ مَوْقعهُ وراء الحاجزِ الخشبيّ كما يحدثُ مُنْذُ خمسةِ أعوام..
لكِنَّهُ اليومَ فكّر : "كمْ أنّ الأماكِنَ الواسِعْة..تُجْبِرُكَ علي الاستقبال".0
photography by:Mohamed Fakhry
Comments
كل سنة و أنت طيبة
بنسيون
ياااااااااااااااه كلمة قديمة قوي أخر مرة سمعتها في فيلم من الخمسينات
:)
.
بوست جميل بجد
خطوة عزيزة يا معلم،و الله زمان
:)
ربنا يخليك،و مين قال اني بعدية عن الخمسينات؟
:)