أعرِفْ..و تًعْرِف..
نعم..أعرف أنّك تنتظر الآن شيئاً مكتوباً و مُعنْوَناً بكلمةٍ تخصُّك - ربما تكون قُلْتها في أحدِ النهارات ولا تتذكرها،ستتذكرها حين تراها-لتقرأه و تعرف..إلي أين وصلنا،إلي أين سَنصِلُ بعد قليل.
الكتابة هي دائماً مَخْرجُ الرُّوح من مأزقِ الحياة،تُقَاربُ الموْت كثيراً و تبتعد عنه أحياناًً، الكتابة مثلك تحاصرني،ليست الكتابة تحديداً ربما شيءٌ آخر يرفض الخروج من هناك،يجلس هناك مُتَملمِلاً مُقَلْقَلاً ،يأبى الخروج أو الدخول،يأبي الصعود أو الهبوط،ليس مطراً ولا سحاباً و لا ريحاً عاتية ولا نسمات خريفيّة،هو شيء يبدو خانعاً مُلقي كالكَمْ المُهْمل في أحيان،و في أحيانٍ أُخري يبدو مارداً جباراً.
ستُلاحظ أن الجمل هنا كأنما قصَّها رقيب -يعني قَطَعها،فلا يوجد من يهتمُّ بحكاياتي ليقصُّها مرةً أُخري من بعدي-،تحاولُ أن تحيا و أن تكون جميلةً بقَدْرِِ الإمكان، تفشلُ بعد قليل..و تُسَلِّم بأن هذا آخرها.
كل الحواديت و المقاهي و البارات و اللمسات و دقّّات السّاعة، و ألوان ملابسك و رائحة نفَسَك و استدارةِ عيْنيك ،و التاكسيات ذات الّلونين و الزجاجات العارية، و المعارضْ التي لم نذهبْ إليها و الرعشات التي تنقصنا،و الأماكن التي تنتظرنا - كالصحاري و الشواطيء و الغِيطان و البِحار و الّنيل و غُرفتنا الصغيرة و سريرنا المُشْترك- تعرفُ..و أنا أعرفُ..و أنتَ تعرفْ.
Comments
دمت مبدعة
أمسك دموعك يا أخي
ليس الزمن زمن البكاء
:)
Nahr
thank you dear,missed your comments :))
Redz
by being one of them :))