الأحلام..تعرفُ أكثر..
القصة تبداُ هكذا في أغلب الأحيان..طفلٌ صغيرٌ يلهو بالدنيا و يكتبُ أحلامه علي ورق كرّاس الرسم،هو يحبٌُ الرسم..و لكن يديه تحبُّ الكتابة أكثر،فتكتب حتي بالفرشاة العريضة ،و تصنع النقاط و التشكيل بالفرشاة الرفيعة ،علي أوراق بيضاء بلاسطور،حتي صار يرسم نثراً.
الولد يحلم أحلاماً كثيرة..لم تكن كلّها جميلة..ولكن القِلّة بالتحديد يتذكرها جيداً،حاول أن يرسم هذه الأحلام في كراسته القديمة،و لكنها أبت أن ينتهي حضورها في لوحة،و استعصت علي الكتابة..رسمها نثراً فغضبت منه و انفجرت في وجهه حتي تناثرت شظاياها،لقد أكتشف السر إذن و عرف أكثر..و الأحلام تحب من يراوغها،الأحلام لا تحب الصدمات يا عزيزي،بمعنى أكثر وضوحاً:الأحلام لا تحب الواقع..حتي لو كان إفتراضياً..أنت لم تعد طفلاً..و الأحلام تعرف ذلك..و يديك التي تحب الكتابة أكثر من الرسم..تعرف ذلك أيضاً.
و القصة علي الناحية الأخري أيضاً تبداُ كذلك..بنتٌ تلعبُ في مربعِِ واحد أمام منزل صديقتها القديمة،و تكتشف بعد فترة أن المربع صار ضيقاً علي أنوثتها و أن هناك مربعات كثيرة أخري،البنت تحب الكتابة أكثر من الرسم،و لكن خصرها يرفض الجميع و يحب الرقص،لم تتعب كثيراً حتي تعرف هويتها،منذ اللحظة الأولى كان كل شيء واضح و مرتب في إنتظارها،لكن الأحلام لم تكن بنفس الثقة،الأحلام المتوحشة التي ترفض الواقع تماماً و تكره المربعات و المسميات و حتي الدوائر -أكثر الأشكال الهندسية إكتمالاً- تتمادي في العزف علي الكمان القديم،و تغزو الواقع و تصدمه و تلعب بأعصابه،لم تكن أحلامها بهدوء أحلام الولد و رصانتها،و لا بغرابتها فيما بعد..كانت أحلاماً مجنونة و متتابعة،مليئة بالرغبة و الشغف بالحياة،لم تحاول البنت رسم الأحلام في نثر أو كتابتها في لوح،و الأحلام لا تحب من يتجاهلها..الأحلام يا عزيزتي لا تحب المداراة،بمعنى آخر أكثر وضوحاً: الأحلام لا تحب المستحيل..حتي لو كان ملئ البصر..أنتِ لم تعودي طفلة..و الأحلام تعرف ذلك..و خصرك الذي يحب الرقص أكثر من أي شيء آخر..يعرف أيضاً ذلك.
paint by:Joseph Lorusso
Comments
:))
و هي بجد احلى حاجة ف الواقع
:)
ياااه..حمدالله عالسلامة
:)
طبعاً..الأحلام تعيننا علي الواقع بشكلِ ما.
نهر:
مش عايزاكي تزهقي
:)
وامتعتني جدا
لقد كتبت عن الاحلام صحيح .. لكني أقرأ أيضا عن التطرف .. نحن نحتاج الي الحلم صحيح .. فحذار من الكبت .. لكن حذار أيضا من الافراط في الحلم او رسمه في خطوط الواقع الكالحة
تحياتي
نورتي البلوج
:)
يوسف:
ربما يمكن تأويل النص بهذه الصورة..و يمكن تأويله بصور أخري أيضاً تتضمن اختلاف طرقهما في مواجهة الحياة،و الشغف الذي لم يجمعهما من قبل مثلما جمعهما هذه الأيام.
في الواقع..لا توجد أحلام..هي خط آخر للحياة
:)