عن فِقه الدلع..
أرخت الستائر و أجلسته في حِجرها، فاستنطقها :خبريني عن الدلال يا صبيّة ؟
تنهدّت :عن السلف الصالح أنهم رووا في الأثر..عن مقامات ضاعت في طريق العقبات و الحُفَر.. لأنهم لم يكونوا علي علم بوجود ما يسمى الدلال أو الدلع..
ابتسم..فانبسَطت قائلة:
أصل الدلع اسم مؤنث عربيّ سمّوا به علي الدلال و التحبب
كما أن الدلع أشد وطأة من الدلال.. و لعله أشد وطأة من الحب الذي عرّفوه و لم يعرّفوا الدلع!
فسألها و كيف ذلك؟
قالت: الدلع - أعزّك الله - مختلف في وصفه و فعله ،لا تجد اثنين يتفقان علي عمل واحد في باب الدلال و التغنّج،و من عجائب الأمر أن ابن حزم الأندلسي لم يفرد له مساحة،و هو الذي كتب ما كتب في الأُلفة و الأُلّاف،
أصغره فذكره في باب الهجر ..علي سوء الوقع! ثم أسماه هجرٌ يوجبه التدلل.. و رغم أنفه عرّفه بأنه هجر ألذ من كثير الوصال.. علي حلاوة الوصل! و لا يكون إلا عن ثقة كل واحد من المتحابين بصاحبه و استحكام البصيرة في صحة عَقِده و كفى!
فقال و هو يشبك حلقاً في أذنيها الصغيرتين..و من يُخالفه؟
أخذت نفساً طويلاً و ردّت:يعاكسه تاج العروس و يقول أن الدلال إفراط !..أَدَلَّ عليها : وَثِقَ بمَحَبَّتِها فأفرَطَ عليها
فقال و هو يشبك حلقاً في أذنيها الصغيرتين..و من يُخالفه؟
أخذت نفساً طويلاً و ردّت:يعاكسه تاج العروس و يقول أن الدلال إفراط !..أَدَلَّ عليها : وَثِقَ بمَحَبَّتِها فأفرَطَ عليها
فالدلال يا حلو قد يكون الفعل و ضدّه..و علي العاشق الفهم و الإفهام.
اعتدل و هو يمسّد بأصابعه رقبتها بحركات دائرية بسيطة و مفجعة..و كيف الدلال بلا هجر؟
ستري الدَّلُّ ،منه حلو الكلام و الهزار في موضعه و الريق المعسول و سحق الملل.
فسألها مجدداً و هو يصب لها كأسا من نبيذ أحمر لم تطلبه ، قرّبه من شفتيها : أين يقع أحبَّهُ إلى النساءِ؟
في الحضن و قرص الخصر و إمساك الجوانب، و يقول مولانا سلطان العاشقين ابن الفارض ما إن كنته ; كُنت المفتاح : باذل روحه في حب من يهواه ليس بمسرفِ..
فقال و هو يمسّد كتفيها بشفتيه و يقّبل جسدها كاملاً بهدوء يحسد عليه:
-ماذا عن القُبل؟
-علمٌ ما بعده علم
- و عبادة أصابع اليدين و القدمين؟
- بابك إلي الجنة
- و اسم سميّتُكِ به و لم يسّمك به غيري؟
- وعد الياسمين الذي لن تشفى منه أبداً
تقول الأسطورة : أن رجلأ بدأ بلمس رقبة صبيّة من خلفها فتفجّرت شلالات من الماء المائل إلي الملوحة ، و تكوّنت البحار السبعة
كما لم يكفه ذلك .. عانقها من خلفها و سَرَت أنفاسه في شعرها فزُلزت الأرض و استقرّت القارات السبع
فزادها و حملها أياماً مدندناً ترنيمة قديمة لا يعرفها أحد..
فأغمضت عينيها و استندت إلي صدره..
Comments
عجبانى جداً وعاجبنى أوى إن كلها دلع فى دلع مش بس الحوار
عظمة على عظمة يا وئة
ربنا يدلعك دنيا وآخرة :)
تسلملي طلّتك يا حودة
بقالي زمان ما شفتكش ف التعليقات يا عم :)
ربنا يرزقك بدلع لا تظمأ بعده أبداً
:))
@mohamed atef
نعمت يا سيدي و سلمت
:)
هو قطع الكلام الآخاذ مش يبقى دلع برضه؟؟
روحى يا شيخى اللهى تدلعى وتتدلعى وماتشبعى..
وتستزيدى.. وتزادى
يعني ..باحاول! :))
دي لعبة شهرزاد الأزلية..لولاها ما عرفنا نكتب حاجة للنهارده
يسلم زيّك يا شادي..و لصاحب الدعوة مثلها و يزيد :)
:)
الله على جمالَك
:)
@sary sameer:
نوّرت المدوّنة ..خطوة عزيزة..تسلم لي
:)