حِكاَية بنْت حِكاية!



بدأت في شارع غير معروف تماماً ، اسمه "باب الوداع" ، ثم حضَرَتْ الاسكندريّة بكامِل عُنْفوانها في باب الخَلْق،حتّى صرخ شخصٌ عابر في خلفيّة المشهد "وحياة أمّى اسكندريّة كانت في باب الخلق"!
في قصّة لا تحدث إلا حين يُرْسل الله جنُوده، غافَلْ الكون الحكاية العاديّة وتآمَر على سعادتها، فاجَأها تماماً .. قلبِك في كفِّك؟ هاهو يفوّت دقّتين وينطلق ويغنّي ويرقص في الشوارع وعلى أسطح العمارات.
قلبُ الحكاية هو أصْلها مهما دارْت حوْلُه..فرْعها الممتد الذي يحمِل بقيّتها..لم يكن سهلاً أبداً في السنوات الأخيرة أن ينطلق..كان في كُل مرّة يذهب ويعود..يذهب ويعود..لايذهب من الأصل،أو يذهب قليلاً ويعود إلى رُشدِه ضارباً كُلّ التفاصيل بعرُوض كُل الحوائِط..لماذا هَرَب هذه المرّة؟
كنت أسير بجانبه وأعبُر الشوارع على خُطاه..أنتهر الفُرصة كيّ أستكِين في إحاطِة ذراعِه ..وأفكّر في "باب الوداع" وتخطفني الاسكندريّة التي حضرت في باب الخلق.. وتحاصرني العلامات التي ترميني في بَحْره ،يحكي وأنا أحاول أن أتابعه بأذني وفي نفْس الوقت ألهث وراء قلبي وهو يلهو على أعمدة الإنارة،ويتقافز على أسطح العمارات المُقابلة..
كنت أسير بجانِبه وأعبُر الشّوارع على خُطاه..أنتهز الفُرصة كيّ أهرب.. أسألُّ المدَدْ والغَوْث، فينظر لي في عينيّ ويبتسم، وأنا أهربُ حتّى بعينيّ .. صَغيرة صَغيرة أكثر ممّا أحتمل..
تتباهين بالعُمر والتّجارب؟ ها أنتِ أصغر من ذرّة رمْل في صحراء حكاياته.
كنت أسير بجانبِه وأعبُر الشوارع على خُطاه.وقف فجأة وفَتَح يَدُه كمجذوبٍ لطيف على خاتم فضيّ.. أعجبني ولكنّي خُفت..ألا يحدُث أن تخاف؟  رُوحي هناك، وقلبي هناك..وعقلي يشجُّني نِصْفين فينزِّل الله سكينتُه عليه من عِينيه..

 سألتُه عن الخوف..
ابتسم ابتسامة العارِفين..وحكى لي حكاية..

التقينا في "باب الوداع" فقال: تعالي ..وأظنُّ أني ذهبتُ حتّى "الاسكندرية"..

Comments