سَبْعٌ للعِشْق

يا ليلَك يا حُب "
.. يا ليلَك "

ليلٌ يطول.. لأن ليل الحُب ليس كأيّ ليل .. تعرِفُ البِشارة؟ تعرِفُ الطِّيب؟ تعرِفُ البَرَد؟ تعرِفُ البداية؟ تعرفُ العذُوبة؟ تعرِفُ اللُّون؟ تعرِفُ الوَنَس؟
كل كلمة منهم رُوحٌ مُجنّدة .تصطفِي من تتآلف معه ومن تخاصمه،كُلُّ رُوحٍ منهم لها ابن آدم .. يحبُّ ويشْغَف ويَصِل حبُّه فينتشر نتاج الحُب في الأرض..فيكون ابن رُوح البِشارة .. ويكون ابن رُوحِ الطِّيب ..وهكذا..لكُلِّ رُوحٍ منهم حكاية، ولكل صبّية غنَّت للحكايات أن تقتَرب، مُبتدأ حُبٍ تمنّت ألا ينتهي أبداً ..

يا ليلَك يا حُب "
.. يا ليلَك "

هكذا بدأت حكاية البِشارة الأولى، حلمٌ قصيٌر يتكرر في النوم،ونفسْه كمشهد في الخيال يعبر أثناء اليوم ،تقِفُ على حافّة ما..نافِذَة أو شُرْفَة ..تستَنِدُ بيدِها وجانبها الأيمن على الزُجَاج وتنظُر في الأفُق بتركيزٍ واستغرَاق..بحرٌ ربّما أو سماءُ زرقاء مُمتدّة..كأنّها تفقدُ نفْسها في نُقطةٍ هُنَاك
يأتي من خلفها شخصٌ لا تعرفُه ولا تبدو ملامحُه ظاهرَة،وإن كانت تشعر بالألفَة والمحبّة..يلمسُ جانب وجْهها ورقبتها باصبعِه ثمَ يضُمُّ كتفِها بكامل يدِه، فتلتَفِت

يا ليلَك يا حُب "
.. يا ليلَك "

للطِّيب الحكاية الثانية .. لمَس يدها في سلامٍ عابرِ وعينين تبحثان عمّا لا تتحدّث به عيناها لأحد،ثم فاح الطِّيب في المكان القديم، حرّك أزهاراً في بساتين العالم ..وهزّ أشجار الفاكهة في الجنّة ..ونَفَض تاريخ الرائحة في شرق الأرض ..حلَّ مُبتسماً كانعكاسِ لقمرِ على سطح بحرٍ في ليل دجيّ، استلقى هناك واثقاً وتركها تتشمّم آثاره بهدوء وروّية..

يا ليلَك يا حُب "
.. يا ليلَك "

ونزَل البَرَد في الحكاية الثالثة، بعد عطشٍ وجفاف وصلوات استسقاء لا يستجيب لها ربٌ ذو حكمة عليم، أبرَدَت السماء عندما همس لها أوّل مرّة ،لم تعد الجنّة  سماويّة .. وتجلّت لاثنين نسيا أصلُ اللعنة القديمة.. كُلّما تشققت الأرض تحت قدمين من عَرِف كلّما أبرَدت السماء جابرةً الشقوق..

يا ليلَك يا حُب "
.. يا ليلَك "

وكان لابد للبداية من حكاية،و كانت هي الحكاية الرابعة.. مرَّ على صفحة العُمر سريعاً، قبض كتفيها بكامِل يديه، فأحسّت بالعالم يموج فجأةً في صدرها يريدُ أن يخرج ... تتفجّر ينابيع وتتصدّع جبال وتنحفر وديان وتسري أنهار..تتكوّن أمام عينيها وتطير إلى الجهات الأربع الأصلية.. تستقرُّ بحورٌ وتستوي قارات ..تفتحُ عينيها على ابتسامة عارفة ..وآثار أصابعٍ باهتة على جلدها..لكّن العالم كان قد أصبح قيد الحدوث بالفعل..

يا ليلَك يا حُب "
.. يا ليلَك "

في الحكاية الخامسة ..فاضت العذُوبة وأغرقت الجُب..الجُب فاض بعذوبَتِه حتّى أغرق البيت..تشبّعت الحوائط به وكوّنت صورتُه، وغمرت الرقّة ملاءات السرائر والوسائد وأردية الحرير وكِنَز الصّوف، ما أمسكت البنت ثوباً لها إلا واندلق منه، وما وضعت آخَر على جسمها إلا وشعرت بكل شِبْر من جسدِه عليها..

يا ليلَك يا حُب "
.. يا ليلَك "

أشرق اللّون من عينيه العسليّتين في الحكاية السادسة ..نظَر في عينيها بشقاوة فودّعت الدنيا الأبيض والأسود، وتدرّجت ألوان قوس قزح على الخلائق والموجودات ...أخضّرت الأرض وأحمرّت الورود وأزرّقت السماء وتورّدت وجنات البنات وأبيضّت أيدي الصبيان  ..وأصبحت عينيه بيتاً للفَرَح

يا ليلَك يا حُب "
.. يا ليلَك "


الحكاية السابعة هي قلب الحكايات..حلَّ فيها الونَس رُوحاً كاملة التّكوين بين اثنين،احتضن يديها وسارا على مدى الدّهر والنّيل والثرى يحكيان..دقّات القلب تقول ما لا يُقال..تلعن الغياب والبُعد وتُبَارك القُرْب، أقام الونَس بينهما فصدحت الموسيقى الهادئة في قلب الليل المُزدحم بعشاقٍ وعواذل وباعة وتائهين ومجاذيب وشحّاذين وعابرين ومُقيمين، الونَس ربُّ الموّال الذي أنشده لها مُحاوطاً إيّاها برُوحِه وذراعيه، مُهدهِداً خوفها، طارداً الجّن والعفاريت:

يا ليلَك يا حُب "
.. يا ليلَك "

Comments

Unknown said…
جميله
We2am said…
@Ahmed Bolica:

تسلم زيارتك
:)