حَرْف عَطْف
الواو أوّل حرْف من اسمي، لكنُّه ليس حلاً في كثير من
الأحيان..بالعكس، ربّما يثير القلاقِل ويُعطي الأمور انطباعاً بالاستسهال أو تجاهُل
أبعاد أخرى، خصوصاً لو كان اسمه "واو العطف" يعني في أكثر القصص سطحيّة،
أن تعطفني على أحد، أو أن تضعني في موقف أضطُّر فيه أن أعطف على أحد.
أنا أكره القصص التي حَلْ عُقدتها أو تحجيم مناطق الصراع فيها، هو" العطف" .. تبدو لي قصص ضعيفة البِنيَة، لم يكلّف المؤلف نفْسُه شيئاً بما فيها ثمن حريّة شخوصه، لتصل تعقيداتهم ومركبّاتهم إلى الذروة، استسْلَم لديكتاتوريّة رخيصة بداخل رُوحه – أو احساس متوقّع بالألوهة ربّما -، وسرّب عاطفة سريعة إلى متْن النص، سكَب كُوباً من الحليب الرائق في جوفه، وأسقط بضع نقاط بيضاء على الورق، ونهّى الأمر ببعض "عطف" نقاط الحليب البيضاء على سواد الكتابة – تضاد كليشيهي تماماً هه؟ اعتبره استسهالاً أيضاً – وهكذا..فإننا ننتظر أن يكون الحل لكل شيء هو "بعض" العطف.
طبعاً اسمي جَلَب عليّ الوبال في هذا السياق، وفَرَض عليّ تَلَطُفاً في بعض الأمر لا أستطيع الفكاك منه إلا بمعونة الشيطان بعينُه وجبايْرُه، وبعض الحركات الدراميّة أيضاً – وسّع خيالك – تحطيم مرآة بقيْضة يدي أمام أحدهم – والتضحية بسنوات من الحظ السيّء -، القاء تليفون في حوض سمك، إلقاء أحدهم بمطفأة السجائر الكريستال في وجهه، العبث داخل شلّة أصدقاء بكلام ذو حدّين، توفيق راسين في الحرام، وما إلى ذلك من الأمور التي تستأهِل قطيعة إلى الأبد معِي، ومع اسمي بالتالي.
لكن لكل واحد فينا نصيب من اسمه، مهما سَعَى كسعيْ الوحوش في البريّة، تبدو من السُنَن الكونيّة رغم أنها أوّل ماقيلت، قيلت على لسان امرأة فلّاحة عاشْت مائة عام، ولاحظَتْ جيداً أن كُل من في محيطها ، يتصرّفون في أغلب الأوقات بوحيّ من معنى أسمائهم، يبدو ربُّ الوحي عارِفاً بما يفعله، فالأمر يسْري ويستقّر ويستمّر جيداً إذا استقر في وجدان الناس على أنه منهم، من داخلهم ومن مصارين عيشتهم العادية منذ مئات وربّما ألاف الأعوام، على أن يكون مُرسَلاً مخصوصاً مُصطَفياً بني آدم واحد فقط، ألا نفخر حتى الآن بأصول الكلام الفرعونية واحتفالات شم النسيم رغم كُل الزحف الثقافي متعدد الإتجاهات؟
ما علينا، المهم أنُّه إذا كُنت تكْره الشيء وتحبُّه نفسْه على فترات متباعدة، فسيأتي عليك آخر عُمْرَك تكون قد كرهت كُل شيء وأحببته أيضاً، وهناك أشياء أكثر أهميّة في هذه الدنيا من أن تكون مواقفك ضدّها أو معها "عطفاً" على أشياء أخرى، لا معنى للديمومة إذا استمريت في التقلُّب، هناك حد أدنى للرُّوح كي تُضيف جمالاً ، فما قيمة التفرُّد إذا لم يُثْبت في قلب البشر وصدّقُه العمل؟
والواو في اسمي تفرّض عليّ حتّى تلطّفاً في حُكْمي على مواقف الآخرين، كُل التقدير لضعفهم الإنساني وتقلُّبهم وكُل جلد الذات لي أنا، وطبعاً لا أتخلّص من هذا إلا برحمة الله بجلالة قدْرهِ هذه المرّة، وجبر خواطر مخصوص، فليذهب من اختار خاطِئاً إلى الجحيم، وليدفع كُل بالغِ عاقِل راشدِ منهم ثمن طريقِه.
للمؤلّفين أن يتجاهلوا عظيم شأن الكتابة، وحرفيّة الواقع وصياعته كما يحبّون، لكن لا يطلب أحدهم منّي تقديراً كأنُّه خَلَق بني آدمين، لا، أنْتَ صَنَعتْ بلاستيك، وموقفي من البلاستيك هو موقفي منك ومن اختياراتك البلاستيكية، يعني مَحْضُ استخدام مرّة واحدة.
أنا مع اسمي وضِدُّه، وليس للحُب أو الكُره دخلٌ في ذلك.
أنا أكره القصص التي حَلْ عُقدتها أو تحجيم مناطق الصراع فيها، هو" العطف" .. تبدو لي قصص ضعيفة البِنيَة، لم يكلّف المؤلف نفْسُه شيئاً بما فيها ثمن حريّة شخوصه، لتصل تعقيداتهم ومركبّاتهم إلى الذروة، استسْلَم لديكتاتوريّة رخيصة بداخل رُوحه – أو احساس متوقّع بالألوهة ربّما -، وسرّب عاطفة سريعة إلى متْن النص، سكَب كُوباً من الحليب الرائق في جوفه، وأسقط بضع نقاط بيضاء على الورق، ونهّى الأمر ببعض "عطف" نقاط الحليب البيضاء على سواد الكتابة – تضاد كليشيهي تماماً هه؟ اعتبره استسهالاً أيضاً – وهكذا..فإننا ننتظر أن يكون الحل لكل شيء هو "بعض" العطف.
طبعاً اسمي جَلَب عليّ الوبال في هذا السياق، وفَرَض عليّ تَلَطُفاً في بعض الأمر لا أستطيع الفكاك منه إلا بمعونة الشيطان بعينُه وجبايْرُه، وبعض الحركات الدراميّة أيضاً – وسّع خيالك – تحطيم مرآة بقيْضة يدي أمام أحدهم – والتضحية بسنوات من الحظ السيّء -، القاء تليفون في حوض سمك، إلقاء أحدهم بمطفأة السجائر الكريستال في وجهه، العبث داخل شلّة أصدقاء بكلام ذو حدّين، توفيق راسين في الحرام، وما إلى ذلك من الأمور التي تستأهِل قطيعة إلى الأبد معِي، ومع اسمي بالتالي.
لكن لكل واحد فينا نصيب من اسمه، مهما سَعَى كسعيْ الوحوش في البريّة، تبدو من السُنَن الكونيّة رغم أنها أوّل ماقيلت، قيلت على لسان امرأة فلّاحة عاشْت مائة عام، ولاحظَتْ جيداً أن كُل من في محيطها ، يتصرّفون في أغلب الأوقات بوحيّ من معنى أسمائهم، يبدو ربُّ الوحي عارِفاً بما يفعله، فالأمر يسْري ويستقّر ويستمّر جيداً إذا استقر في وجدان الناس على أنه منهم، من داخلهم ومن مصارين عيشتهم العادية منذ مئات وربّما ألاف الأعوام، على أن يكون مُرسَلاً مخصوصاً مُصطَفياً بني آدم واحد فقط، ألا نفخر حتى الآن بأصول الكلام الفرعونية واحتفالات شم النسيم رغم كُل الزحف الثقافي متعدد الإتجاهات؟
ما علينا، المهم أنُّه إذا كُنت تكْره الشيء وتحبُّه نفسْه على فترات متباعدة، فسيأتي عليك آخر عُمْرَك تكون قد كرهت كُل شيء وأحببته أيضاً، وهناك أشياء أكثر أهميّة في هذه الدنيا من أن تكون مواقفك ضدّها أو معها "عطفاً" على أشياء أخرى، لا معنى للديمومة إذا استمريت في التقلُّب، هناك حد أدنى للرُّوح كي تُضيف جمالاً ، فما قيمة التفرُّد إذا لم يُثْبت في قلب البشر وصدّقُه العمل؟
والواو في اسمي تفرّض عليّ حتّى تلطّفاً في حُكْمي على مواقف الآخرين، كُل التقدير لضعفهم الإنساني وتقلُّبهم وكُل جلد الذات لي أنا، وطبعاً لا أتخلّص من هذا إلا برحمة الله بجلالة قدْرهِ هذه المرّة، وجبر خواطر مخصوص، فليذهب من اختار خاطِئاً إلى الجحيم، وليدفع كُل بالغِ عاقِل راشدِ منهم ثمن طريقِه.
للمؤلّفين أن يتجاهلوا عظيم شأن الكتابة، وحرفيّة الواقع وصياعته كما يحبّون، لكن لا يطلب أحدهم منّي تقديراً كأنُّه خَلَق بني آدمين، لا، أنْتَ صَنَعتْ بلاستيك، وموقفي من البلاستيك هو موقفي منك ومن اختياراتك البلاستيكية، يعني مَحْضُ استخدام مرّة واحدة.
أنا مع اسمي وضِدُّه، وليس للحُب أو الكُره دخلٌ في ذلك.
Comments
هل قرأتى علوية صُحبح؟
مريم الحكايا؟
تناولت حرف العطف والفصله بشكل جميع شبية بما قدمتيه هنا
تسلم طلّتك يا رأفت، قريتها من فترة، بس زهقت منها كتير، أجزاء عجبتني من السّرد فقط
أتمنى إني ماكونش بازهّق
:)