هيَ الأيّام ..




هيَ الأيام مرّة أخرى، بقلب فارس مهزوم – ربّما لأنه كان يبحث عن الحقيقة – أعودُ إلى الصفحات التي تحمُل تاريخي، أعود إلى التاريخ، أتأمل شكل الأرقام مع اسم الأيام والشهور، رقم السنة، أضعهم بجانب بعضهم البعض وأفرُطهم بعيداً مرّة أخرى، مرّات..مرّات كثيرة.. أعيد ترتيب التواريخ كما أحّب..لم يُعد ممكناً الآن أن أعيد ترتيب التاريخ كما أحب..


ما الذي يُصيبنا في صباحات أيام كهذه؟ أيّ ثقل كونيّ يحطُّ على قلبي المسكين، لم يعُد يكفي تلمُّس الحوائط بأطراف الأصابع حين نمر من الأماكن التي نحبّها .. ولم يعد يكفي أن ننظر في أعين من نحبُّهم كثيراً .. أفعل هذا الآن فأوشك على البكاء..


للبُكاء قصةٌ أخرى.. أنا أكتب البُكاء، أصرخ البكاء، أتحدُّث البكاء، أسمُع البكاء..لكني لا أبكي أبداً.. مالذي أخذه مني هذا البلد لينتهي البكاء في داخلي؟ إلى أين ذهبت الدنيا ودمع العين يسبقها؟

أفيق والخنجر في منتصفي، وفي منتصفه، أنظر إلى يدي، وأنظر أمامي.. فراغٌ فسيح، لا أحد .. تخترقني أصوات الزحام، تخترقني أصوات السيارات، تخترقني أصوات الهتافات، تخترقني أصوات الباعة، تخترقني أصوات الحشرات، كُل هذه الضجة، لا أحد..فراغٌ فسيح.


قلبي لا يسَعُ الجميع، والعالم لا يسَعُ الجميع أيضاً .. أين أخبئهم إذن؟ أين أذهب بهم؟ 

خطرٌ يحدِّق بالساعات، يُحدِّق بالأيام وبالتواريخ التي أحّب ترتيبها كما أحّب، يزحف عليّ ليلٌ مُدلَهم شديد الوطأة كنوى عشر سنين بين حبيبين قُدّا من روح بعض.


من أنا حتّى أخاف؟

Comments