قِف على ناصية الحُلم وقاتِل *
منذ ما يقرُب من عامين، كنتُ أعرف أنيّ لو سافرت إلى المُستقبل، فسأراك عظيماً هناك، رُبّما أكثر
ممّا تحلُم لنفْسَك، وقد حَدث.
كُنت أعرف أني إذا قارنت أيّ شهر في أيّ سنة مرّت عليك،
بسنةٍ تليها، سأراك دائماً تسبُق خُطاك وتكسِر قيُود الواقع، وقد حَدث.
أثِق أنّه سيظل يحدث، أنت حُسن الظن في أن ما نحبُّه ونبذِل أنفسُنا فيه، يُزهر ويوُرق ويُثمر ويحِّل ربيعاً بين أيدينا، ربّما لم تأت بولِتزر بعد،
أثِق أنّه سيظل يحدث، أنت حُسن الظن في أن ما نحبُّه ونبذِل أنفسُنا فيه، يُزهر ويوُرق ويُثمر ويحِّل ربيعاً بين أيدينا، ربّما لم تأت بولِتزر بعد،
لكنها في الطريق الذي تسير فيه الآن،
أكاد أسمُع وقع أقدامك يسبُق الأيام والأحلام، يا قَمري المُسافر، الذي ينسى في خضّم
الأيام المُظلمة أنّه قمرٌ، لا تفقد الأمل، وإن يئست، لا تقطع العمل، أنت ما تحبّه
وما تصنعه بيديك وبثباتَك، حتى إن زُلّت قدمك وتعثّرت، لا تقطع العمل، حتّى إن تكالب الناس
عليك، لا تقطع العمل، حتّى إن اتحد حلفاؤك ضدّك، لا تقطع العمل، ألا ليس رحمةُ
اللهِ طريقٌ واختبارٌ وأخذٌ بالأسباب وعملٌ وصمودٌ وجِدٌ أيضاً؟
"ليتني زيزو كي أتجمّد من أجلك"، وليتني أعرف كيف أحوّل ما أكتبه الآن لصندوق مُعبأ
بكُل ما أنت عليه من قَمَر وقوس قَزح وسحابٍ وأحلام وطموح وتحقُّقْ بين يديك، بعد عامين تقريباً.. أنا لا أحتاج لآلة زمن كي أبحث عنك في المُستقبل، أعرف أين سأجد ابتسامتك الهادئة الواثِقة في كُل الأيّام.
أنتَ تُحِيطُك، فما
همُّك من الجميع إذن؟
____
* محمود دَرْويش
Comments