هوى إسكندريّة



أنا في الأسكندريّة مُجدداً ..لم أطأ هذه الأرض في السنين الأخيرة إلا وأنت في قلبي، ولم أنظر إلى هذا البحر مرّة إلا وأنا أفكّر بك..

في الأسكندريّة.. أشعر بقلبي كاملاً.. وأقوى هنا دائماً على التكرار، أحُب ما بيننا بحلوِه ومُرّه ..وأحبّك بكُل ما يشقُّ به الجسد وتُضنى به الرُّوح..

أنا والتكرار .. كُل سُكّر ما بيننا في رأسي وقلبي.. وطعمهُ على لساني.. أحاول أن أستوعب في لحظة، كيف يكون مذاق اسمك على لساني.. وأمد لساني قليلاً إلى الخارج في محاولة لتلمُّس الطعم.. وأضحك من نفسِي ومن استغراقي في حروفِك..

أعود إلى البداية وإلى المنتصف.. إلى لمساتِ يدك.. إلى حلقات الدُخان في لحظات الصمت.. إلى نظرتك الأخيرة.. إلى كل مالا أعرفه عنك ..

إلى كُل ما أتخيله..

أقوى على التكرار.. ولو أعيد كُل ما بيننا نفسُه مرةً أخرى لاخترته.. مرةً واثنتين وثلاثةً وحتّى أموت.
أتعجّب من نفْسِي قليلاً .. متى أصبح قلبي قوياً ؟

قلبي أقوى في الاسكندرية، ألمُح ضمّة يدك في الشوارع، وهمسَة شفتيك في الحواري الضيّقة، وخطوَتك الواسعة على الكورنيش، وطرف سروالك المُبتل على الرمال، وجمال ما بيننا في شرفات المنازل القديمة..

قلبي أقوى في الاسكندرية، أجلس على ركبتيك كُلما سنحت الفُرصة، وأتنفّس أنفاسَك في رائحةِ البحر، وأنامً على صدرك في أي وقت، وأضمّك فجأة كُلّما مَر برأسِي خاطر أسوَد، وأرمِي بنفْسِي داخلك كُلّما اشتدّت الرياح..

صباح البَحر..وقسمٌ بسَحْبة البحر التي لم أعد منها بعد..ويبدو أنني لن أعود قريباً"."

أضحكُ الآن من خوفي، وأضحك من محاولاتي للإنكَار والتعقّل، وأضحك في وجه الزمن..

صباح البَحر يا حُبِّي.. وقسمٌ بسَحْبة البَحر

 التي لا أرِيد أن أعود منها أبداً.



Comments

Sou said…
طريقة في الكتابة هايلة علي فكرة!!! انا فعلا حسيت اني موجودة في المكان الي انتي بتقولي عليه!!!
We2am said…
@Sarah Yehia:

يارب يخلّيكي! ده منتهى أملي اللي بتقوليه ده
:))