لم يمُتْ أحدٌ هناك نيابةً عَني.

آخرُ الحكاية..هو أوّلُ الحكاية، هو وسُطها..ما دُمت أصدّق نفسي، اتبّع ظِلّ قلبي،و أريقُ عليه ماءَ روحي..ليحنو العقل على ما بقىَ منك عندي..فأنا في غِنَى عمّا يُهدِّد هذا السلام..0
..ليس لكم في الحكاية أيّ دَور..و ليسَ لك فيها شئ"بَيْدَ أنَّ الجُرْح في الوقت المُناسب يُوجعُ العَدَم المريض،و يرفعُ المَوت المؤقت فكرةً"
أنا وحدي ملأتُ الطريق.. حتّى فاضَ عن جَنِبيِه، أنا أنَرْتُ النّهر حتى امتدًّ طَرَفيْه،"و أنا من قال نعم..في وجه من قالوا لا"..و يكفيني فَخْراً..أن حسبت لا من حُلُو الكلام..0
هذا القلبُ لي بما يُريد،و لي الرُّوح بما تََجْتاحني..لا عَدَمْ في الحكايةِ و لا جُنون، لم أتحوّل عن شئٍ لأقول خَسِرتْ..و خرجتُ بكُلِّ شئ ،ليَحْسبني الجاهلون على المهزومين،و لكني أُخفي ما أُخفي تحت الرُّكام..0
عودٌ يُدَنْدِنْ في خلفيةِ المَشهد..تعوّدتُك تَسْقي المُرْ عَسَلاً.."كنتُ أعرفُ آخر المشوار منذ الخطوة الأولى"تلك اللُقيماتْ التي اقتسمناها سوياً لم تَكُنْ غَصْباً،و لا جُوعاً،و لا شَبَقاً،كانت أنا و فقط،فلنتركنا الآن من المُرْ..و لنسمع معاً العُودْ الذي يُدندن في الخِتَام..0
كأني..لا كأني..لم يَمُتْ أحدٌ هناك نيابةً عني
فماذا يَحْفظُ الموتى من الكلماتِ غيرُ الشكر:"إن الله يَرْحَمُُنا"...0
فصبُّونِي..حيثُ تَعِبُّ رُوحي من سُورةِ الرَحْمنِ في القُرآن..0

____________________________

محمود درويش -"جدارية" و "كزهر اللوز أو أبعد"0


Comments

Haytham Alsayes said…
السلام عليكم
انا عجبني الاسلوب رائع الحقيقة والمدونة جميلة
تقبلى مرورى
We2am said…
ده البيت بيتك
:)