الآن تراه..


ضاعتْ مِنِّي..كما ضاعَ الأمسُ..و كما ضِعْتْ أنت..و كما يضيعُ السحاب تلاشياً و تفتتاً ،هرباً من وداعةِ القمر أو تَسَلُّطِ الشمس، تضيعُ منّي كل يومِ أشياءٌ و أشخاصٌ..أحياءٌ و جماداتْ..و ذكرياتٌ ،و قُصَاصَات، و كل المعنويّات في الكلمات..و كما ضاعت حدوده و حدودنا،ضاعت كشيءٍ زائدٍ لا يمنحُ حياة..ولا يميّزُه الشَبَه بالآخرين..
ضاعتْ مِنِّي،غير عابئةٍ بمعني وجودي بعدها،و لا بعينِ رُوحي التي فقدتُها..الآن ترى..الآن لا تري! أعمي! ..بلا عينٍ تُبْصِر كلّما ازداد الضباب..و بلا روحٍ تَدْنو كُلّما ابتعَدَ العالَم..ضاعت مني..كما ضاعتْ التي سَبقتْها..لا شيء تغَيرّ..فقط..صرتُ أجيدُ التحسُّر أكْثر..
عيني التي أرى بها ،كنتِ رفيقةَ دربٍ لي..كعادةِ العُيون..رأيتُ بك كل شيء،و كعادةِ الرُّوح،صدّقْتُ و كذّبتُْ و آمَنتُ و كفَرتُ و عُذِّبْتُ و امتُهنْتُ و أعْلَيتُ و تَعاليتُ و طأطأتُ و ركعتُ و نُخّسْتُ و رُهِنْتُ و بِعْتُ و اشْتريتُ و تّطاولتُ و ارتجَعْتُ لمّا ارتدَعْتُ و ارتعدْتُ ثُمّ اطمأننتُ.
ضعتِ ، لن انتظر حِدادكِ، لن اُلقي نظرةً علي العالم فيغمُرُنِي السَّواد،الآن تَراه..غداً عينٌ جديدةٌ..
لا تَراه.

Comments

Amira Hassan said…
:(

فعلا في حاجات كتير عماله تضيع
بس لسه في حاجات حتى لو مش كتير
بس موجودة بجد :)
We2am said…
علشان كده الحاجات اللي بتضيع،بتفضل موجودة في بوست زي ده،يعني مش بجد!
:)