ما قبل الناصية بقليل

أيام غريبة و شهور أغرب..مجموعة من اللحظات الفارقة تتراص بجوار بعضها البعض في سلسلة زمكانية لا تنتهي،تغيّرت أشياء كثيرة..تغيّرت كل الأشياء علي ما أعتقد..لا وقت في الوقت كأننا محاصرين من كل الأشياء في مكان واحد إلى الأبد..إيقاع سريع و كمية غير مسبوقة من بقع الدم تغطي زجاج النظارة ..أكيد هي كذلك لأني أراها على كل شيء و في كل مكان..و محاولات التنظيف لا تُجدي في جميع الأوقات..
المشهد مُحبط..و لحظات الفرح و الإنجاز و الإنتصارات الصغيرة تتضاءل و تذهب فجأة..تذهب بلا رجعة إلى العالم الذي تضيع فيه الجوارب مفردة و سلاسل المفاتيح القديمة و المحافظ التي تحوي صور أصدقائك في المرحلة الثانوية..

الناس تأكل منك يومياً..التزام الصمت أصبح ضرورة في التجمعات الكبيرة..لم يعد سائقي التاكسي كما كانوا بعد حديثهم مع وائل غنيم و أسماء محفوظ..انتهت كل الأمال العريضة اللي بنيتها علي حديث سائق تاكسي يعرف تاريخ الجيش الإقتصادي أكثر من مدرسّيني بكلية الإقتصاد..

سلبية الجميع تقتل..كما الصابون يقتل تماماً..بهدوء أحياناً..و احياناً أخرى بفجاجة تدفعك إلى التقيؤ..

الهروب لم يعد شطحة مثقفّين يا أعزاء..و لم يعد مراهقة تتدلع بين الهرمونات الشقية و الرغبة في العالم..و لم يعد - أيضاً و للأسف - اختياراً بعيد جداً..

Comments

Popular Posts