أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى؟*




1. القلب:


هل يمكنّك أن تُعرِّف العِلّة حقاً يا أحمد؟ هل يمكنك أن تسمّي حالاً "فَقْد" بالتمام؟ في الحقيقة رغم إلمامك باللّغة وأمور القلب..إلا أنه صعب..هل كنت سليماً مُعافى لتُصيبك العّلة؟ هل امتلكت بالأصل لتفقد؟

لا؟ ولا أنا ..

يارب ..قلبي بين يديك ..قلّبه أو سَكِّنه ..

2.اللّمس:


هل يمكنك أن تحدد تداعيات جلدك علي جلدي ؟ هل يمكنك أن تتبع تماماً خط سير الدم في الأوعية والهرمونات في العقل والأفكار في الرّوح ونبضات القلب في القلب؟

في الواقع..ورغم إلمامك بأمور الجسد ..إلا أنه صعب..كل جسد له بصمة خاصة به ..ناهيك عن خريطة كاملة لا نعرف شيئاً عنها وعن مصادر طاقتها ونقاطها المضيئة..ربّما تلمح لمعاناً في عيني ..لكن هذا يظل غير كافِ

وأحمد كان يلمسُ لمْسة ..فيتدفق نهرٌ من أوّل الرُّوح إلى آخرها..

لم يكُ أعمى ..ليشربني هكذا باللّمس **..



3. الرُّوح:


علّمتني رغم تنائيك يا أحمد..جعلت روحي تفكّر بدلاً من عقلي..ربما لم تكن تريد في أي يوم من الأيام أن تغيّر بي رأس دبوس..و لكنّي تغيّرت..
علّمني اللاشيء أن الشيء قيّم ..لكنّه علّمني كذلك ألا أقيّده ..

شتّان ما بين الثقة وأيُّ يقينٍ آخر..

تخيّل..هل عندى ثقة فيك؟ وهل بيكَّفي ذلك؟

لا تعرف؟ ولا أنا ..



4.العقل:


ياالله ..مانفعُ الندّم يا أحمد؟ ما مَرُّ الزمن أصلاً ؟ ماهيّة الروح؟ كيف يحبُّ القلب؟ كيف لا تدرك الشمسُ القمرَ؟
مالخوف؟ وكيف أخاف منك في البُعد أكثر مما أخاف في قربك؟ العكس يحدث أيضاً ..كيف أخاف في قربك أكثر مما أخاف في التنائي؟
لماذا تَظِلّني الآن تحديداً وكنت طوال هذا العُمر في الشّمس؟

لاتعرف؟ يعني ..توقعتُّ ذلك..ولا أنا..

5.أنا:
 

ترى كل ما فات؟

أنا كلُّ ما فات ..وأكثر..وأعتقدُ أنّي القادم أيضاً ..وأكثر

أزيدُ بك ..وأنقصُ كلما ابتعدت..فلا تبتعد كثيراً ..


مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى يا أحمد.. أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى؟

________________________________
*قرآن كريم
**فؤاد حداد


Comments

Mohamed Magdy said…
و لَهُ القصائد في النزيف , و كل شيئ..كل شيئ


رائعة يا وئام
We2am said…
@Mohamed Magdy:


:))
و ابتعدوا قليلا عنه كي تجدوه فيكم

تسلم طلّتك يا محمد
:)
Mohamed Magdy said…
يسلم لنا قلمك يا جميلة :)