ليس سواداً

الحُزن ليس سواداً، إنّه بياضٌ شاهِق الإرتفاع،
مساحةٌ من اللالون تُغلّف الرُّوح، كفنٌ حرفيّ..
 كأنه وأدٌ حداثيّ،
والزمن واحِد..
كأنه لعنَتُنا أن تسير الحياة نحو الموت،
ولا طريق لأن يسير الموت نحو الحياة،
عشيقان اختلفا على شؤون الحُب،
فأدارت الحياة ظهرها، ومضَى الموت شاهراً سيفه،
يخافُ طعنةً مفاجئةً في الظهر،
يخاف قُبلة الحياة، مُتلفِّت لا يصِل أبداً
يدفع عن نفسِه كُل العواطف ولا يتذكّر إلا الخذلان،
 كأن الحياة خانتَه، كأنها لم تفهمه بقدر ما أحبّها،
 يسير الموت شاهِراً سيفه،
مستعداً في أي لحظة لخبر خيانةٍ جديدة،
 يمضِي وليس في نفسِه إلا الإنتقام
 من كُل لحظةٍ فرحا فيها سوياً،
يمضي تاركاً خلفُه كُل شيءِ أبيض،
وكُل شيءٍ شاهقُ الإرتفاع.

Comments

Popular Posts